![]() |
| أكثم بن صيفي بين التاريخ والدين |
أكثم بن صيفي بن رباح الأسيدي العمروي التميمي هو أحد أبرز حكام العرب في العصر الجاهلي، المعروف بعمره الطويل ولقبه "حكيم العرب". كان من الشخصيات السامية والمشهود لها بين العرب.
من أبرز حكام العرب في العصر الجاهلي: أكثم بن صيفي التميمي
تميّز أكثم بن صيفي بالحكمة والشجاعة، وعُرف كاستشاري وخبير لقومه. فقد قدّم النصيحة لبني تميم خلال معركة الكلاب الثاني، مما ساهم في انتصارهم الكبير على مذحج وحلفائها. كما شارك في عدد من المعارك والغزوات، ورافق قومه في وفد بني تميم الذي توجه إلى ملوك الفرس. وقد اعتُبر قاضياً مُحترماً بين العرب، حيث لم يُرَد حكمه لكفاءته ونزاهته، ولقّب بخطيب تتبادل الملوك معه الرسائل.
أكثم بن صيفي: قائد عربي بارز في العصر الجاهلي
ومن ضمن الملوك الذين تواصل معهم: ملك هجر، وملك نجران، وكسرى، وشارك في وفد العرب إلى كسرى، حيث ألقى خطاباً أبهره بفصاحته وحكمته.
حكمة أكثم بن صيفي: من بين الأسباب التي دعته إلى الإسلام
عندما بُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة، دعا أكثم قومه إلى اتباع الدين الجديد، متوجهاً لمكة برفقة جماعة من قومه. لكنه تُوفي أثناء الهجرة بسبب قلة الماء، حيث توفي قبل الوصول إلى مكة، قبل أن ينزل فيه قوله تعالى: " وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا".
في خطبته التي وجهها لبني تميم، حث أكثم قومه على اعتناق الإسلام، مشيداً بفضائل الدين ودعوة النبي. كما أكد أن اتباع الدعوة يعد من أهم الأمور التي ينبغي عليهم الالتفات إليها لضمان العز والرفعة.
خطاب أكثم بن صيفي لكسرى
إن أفضل الأشياء أعاليها . وأعلى الرجال ملوكها ، وأفضل الملوك أعمها نفعاً ، وخير الأزمنة أخصبها ، وافضل الخطباء أصدقها ، الصدق منجاة ، والكذب مهواة ، والشر لجاجة ، والحزم مركب صعب ، والعجز مركب وطيء ، آفة الرأي الهوى ، والعجز مفتاح الفقر ، وخير الأمور الصبر ، حسن الظن ورطة ، وسوء الظن عصمة ، إصلاح فساد الرعية خير من إصلاح فساد الراعي ، من فسدت بطانته كان كالغاص بالماء ، شر البلاد بلاد لا أمير بها ، شر الملوك من خافه البريء ، المرء يعجز لا محالة ، أفضل الأولاد البررة ، خير الأعوان من لم يراء بالنصيحة ، أحق الجنود بالنصر من حسنت سريرته ، يكفيك من الزاد ما بلغك المحل ، حسبك من شر سماعه ، الصمت حكم ، وقليل فاعله ، البلاغة الإيجاز ، من شدد نفر ، ومن تراخى تألف ..فتعجب كسرى من أكثم ثم قال :ـ ويحك يا أكثم ! ما أحكمك وأوثق كلامك لولا وضعك كلامك في غير موضعه !
قال أكثم : الصدق ينبيء عنك لا الوعيد ..
قال كسرى :ـ لو لم يكن للعرب غيرك لكفى ..
قال أكثم :ـ رب قول أنفذ من صول …
ومن أقواله التي تدل على طول عمره
وإن امراً عاش تسعين حجةً إلى مائةٍ لم يسأم العيش جاهل
أتت مائتان غير عشر وفاتها ذلك من مر الليالي قلائل
أقوال اكثم بن صيفي الدالة على حكمته
إذا بالغت في النصيحة فتأهب للتهمةالقرابة تحتاج إلى مودة , والمودة لاتحتاج إلى قرابة
تباعدوا في الدار , تقاربوا في المودة
